الحسيب - مترجم عن أوشو  (قائمة المقالات)

 

الحسيب:

تعني الرضا المطلق.... الكافي من اكتفى في حسبه..
و طالما الإنسان لم يحيا في حضور الحي.. لم يكن حاضرا للحضرة الإلهية.. فسيبقى يلف و يدور من رغبة إلى شهوة إلى رغبة و ستكون
سيرة حياته ليست إلاّ مسيرة من الرغبات و الشهوات .. محاولة منه لبلوغ الرضا الذي ينادي به ما في داخله لكنه لا يسمعه الا في خارجه..
و لكن سيضل في هذه السيرة و المسيرة بحثا عن ما يرضيه ..
و لن يرضيه أي شئ.
و بلوغ نشوة الرغبة في حد ذاتها.. ليست إلاّ لحظة وهم يحس بها الشخص
بالرضا و بدون حتى ان يستشعرها و يتحسس بها تختفي.
فهي شبيهة بانزلاق قطرة الندى على ورق العشب...
ما تلبث ان تختفي لذتها قبل بلوغها ..

و هذا الرضا الذي نتعايشه و نظن بأننا بلغنا هدفنا...
نرضى إحدى رغباتنا و للحظتها فقط نشعر بنشوتها ... ما نلبث بعدها
إلاّ و نبدأ رحلة الاضطراب و الرغبات من جديد .. فباختفاء إحدى الرغبات
تتحول الوجهة و تتبدل في مكانها عشر رغبات.. رحلة لا نهاية لها.

و هذه الرحلة لا تتوقف إلاّ بالحضرة الإلهية, و بوجود الله في حياتك,
حيث ليس هناك عجلة تحركها عندها..
و كل الرغبات لن يكون لها وجود... ستختفي اختفائاً أبديا..
حيث إنها ليست رضاءً مؤقتاً و إنما قناعة مطلقة..

كل ما هو موجود في الحياة ليس إلاّ وعود ليس لها أي مردود تؤدي إلى طريق مسدود و مفقود... لا فيها ائتمان و لا أمان.

يتواعدك المال بمجرد الحصول عليه.. ستتحقق كل رغباتك و أمالك
و كل ما تحلم به و تصبوا إليه...
من الذي رضا بما يملك, كل الناس مستمرة في نفس الهم و الغم باكتناز المال .. و همه ان يكون أغنى و أغنى حتى يفنى..
و لكن السعادة لن يكون لها وجود في هذا الصدد و أين الصمد في حياة هؤلاء..

ان كل العلاقات الاجتماعية باختلافها في النوعية لها ذات الفكرة...
و هي أن كل شيء سيكون على ما يرام و لكن لم يشهد فيها أي احترام
و لا ارتقاءً لأي مقام...
فالرضا الكامل و المطلق الذي يحقق السعادة الأبدية بعد المحاسبة و الاحتساب و فناء العجلة الدائرة لعدم الرضا هو معرفة الله.. و معرفة النفس.
هذا هو الحسيب و هو التحلي و التجلي بالرضا المطلق..

اجعلني ممن يسمو برضاك في لقياك.

f