الهادي - مترجم عن أوشو  (قائمة المقالات)

 

الهادي:

و هو أسماً صوفياُ من أسماء الله...
و تحوي معنى الدليل و الدال و الهادي لِهُدى الهَديّ الذي يُهتـَدى به من
أهتـُديَ بـِهَديه و أصبح هُـداه هُـدى الهادي....
كل التنبيه و التوجيه يأتي من الله... فقط ليس علينا إلاّ تعلم كيفية الإصغاء..
نصغي إلى ماذا؟؟؟ ... نصغي إلى الصوت الذي يحدثنا و يوجهنا...
فهو صوت الهادي ينادي في كل قلب... ينبض مع القلب و يحدثه ... لكن من يستمع إليه, إذا كان العقل ملئ بالضوضاء و الأفكار و الظنون فلن تكون قادرا على سماعه..
ما أن يعيش العقل لحظات من الصمت... سيبدأ صوتاً خفيفاً ملئ بالنقاء و الارتقاء, واضحاً لا يجره التردد أو التلبد و لا يعطيك أي بدائل فهو حاسم
جدا في ما يحويه ليحتويك لا ليغريك كما يفعل العقل و إنما ليهديك..

ليس عليك الا الإصغاء إليه و العمل به...
فهذا توجيه وجه إلينا من الهادي ليهدينا إلى الصراط المستقيم.. لكنننا لا نستمع إليه ... عقولنا مليئة بالأفكار التي لا تهديك إلى الاختيار و إنما إلى الاحتيار... لا تبحث عن الهدى في الخارج, و إنما الهادي في داخلك
يهديك فأهتدي بهداه....
و عندما تهتدي إلى الهادي فلن يكون هناك أي أخطاء لا ذنوب تضلك ..
و لا توبة تجرك... و ليس هناك مسائلة في عمل الخير و الشر, أو مسائلة في الأخلاق ... فكل ما ستقوم به على وجه التمام... و كل ما سيصدر منك
سيكون على مستوى أخلاقي من منظور مختلف, و ليس إتباعاً لنصوص
أخلاقية...
فستكون على طريق الهدى الذي يشع نوراً على نور..
حيث لن يكون هناك ما يعرقلك, و ستكون أنت الهادي و السيد على نفسك.
و عندما تكون على هـُدى النور .. ستكون حياتك مليئة بالحب و النقاء
ليس بها أي شقاء و إنما ثراء السعداء..
و عندما تكون سيداً على نفسك.. فإن هذه السيادة تنبع من نبع داخلي
في لب كيانك... لا يخبرك به إلاّ صوت القلب في داخلك.
هذا هو الهادي يهدي في قلبك, ليس علينا إلاّ الاستماع له.

f