الدعاء  (قائمة المقالات)

 

الدعاء هو فكرة او حاجة تريد ان تحصل عليها . و بما انها فكرة اذن هي طاقه تطوف حول الارض و كلما ازداد الحاحك عليها كلما تغذة هذه الفكرة و كبرت وبالتالي تحققت .... بمعنى اذا كنت تفكر بالشفاء ؛ و كذلك يدعوا لك الاخرين بالشفاء فستحصل عليه .

هكذا يعمل الدعاء لهذا انت لست مجبرا لتستغيث باحد للوصول الى ما تريد حتى و ان كان الله !!! ولكن كلنا تعودنا ان نستغيث بالانبياء و الاولياء و الكتب السماويه و بالرب و الله ليساعدوننا و كل هذا يأتي من الفكر !!! الفكر يحب ان يرتاح بشكل ما و لهذا يخترع وسيله تسهل له حياته حتى لا يتحمل هو المسئولية ! من الجميل ان يكون هناك شخص او اشخاص يحملون عنك و يلبون طلباتك هكذا انت تشعر براحة اكبر و لكن هذا الشعور ينزل من قدرك كأنسان تكمن فيه الالوهية و يجعل منك شحاذ و متسول ؛ انا احب المسيح و أؤمن به لذلك سيشفيني ؛ انا اقرأ القرآن لاحصل على ثواب و حسنات و بالتالي انا احب الله وهو سيعطيني كل النعم !!!

الحقيقة هي ؛ اذا كنت تحب شخصا او شيئا و انت بحاجة اليه فهذا ليس حبا بل هو احتياج ! اذا لم تجد في المسيح او القرآن او الله شيئ يجعله مميزا و اهلا للحب فلا تحبه !!! كل الكتب السماويه نزلت لتعطينا فكرة عن الطريقة الصحيحة للحياة ؛ هذا هو الهدف من نزولها اذن اذا لم تتعلم ان تعيش حياتك بطريقة صحيحة فلا تقرأها و الانبياء جاءوا ليحدثوا نهضة في افكار الناس المتحجرة و بالتالي الله هو طاقة هائلة من الخلق و هو اكبر من ان يفكر بما نريد لانه وضع الالوهية فينا و لكننا لا نعرف كيف نستخدمها ! اصبحنا اتكاليين و انتهازيين ...

هناك ملايين من الناس في الشرق ليس لهم دين و هم يتبعون مكاتب مختلفة مثل البوذية و الزن و التائوئزم و غيرها و كل هذه المكاتب لا تتحدث عن الله ؛ يا ترى كيف تتحقق امانيهم ؟؟!!

الاستسلام يغنيك عن الدعاء . الكون له نظامه و ميزانه الخاص ولا يمكنك ان تغيره. تجده احيانا ظالما و احيانا عادلا و احيانا لا نفهم ما هي الاسباب و العلل !! و لكن في النهاية هذا هو كل الذي نعرفه . اكيد الكون كان بحاجة الى هذه الكرة الصغيرة التي تحمل الكثير من المخلوقات ليفسدوا فيها و يسفكون الدماء‌ و نحن لا نزال لا نعلم ما هو يعلم ....

f