الغرور و الأنانية  (قائمة المقالات)

 

بسم الله الرحمن الرحیم

" ان قارون کان من قوم موسی فبغی علیهم و اتیناه من الکنوز ما ان مفاتحه لتنؤا بالعصبه اولی القوه اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا یحب الفرحین " سورة القصص 76

" یا ایها الناس اتقوا ربکم و اخشوا یوما لا یجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شیئا ان وعد الله حق فلا تغرنکم الحیوة الدینا ولا یغرنکم بالله الغرور " سورة لقمان 33

ما هو الغرور ؟ و ما هي الانانیه ؟
الغرور والانانیه من نفس الطاقه ولکن طاقه الغرور تأتي من الخارج و طاقه الانانیه تأتي من الداخل .

الغرور یعنی انک تفتخر و تتباهی بشیئ عندک وهذا الشیئ جاء من الخارج مثل المال او اولاد او سمعه اوشهاده او شهره .... و الانانیه هو التفاخر و التباهی بشیئ یأتي من الداخل مثل جمال الوجه او جمال الجسم و العضلات او الصحه او علم ، کل هذه الاشیاء تقودک للغرور او الانانیه .

ماذا تقول الایه : ان الله لا یحب الفرحین ؟ لماذا ؟ الفرح و السعاده هي جزء من الحیاة اذن لماذا لا یحب الله الفرحین ؟

فی الحقیقه ان الله لا یحب ناکري الجمیل والذین لا یتقون الله . ویذکرنا في آیات کثیره ان اولادنا و اموالنا فتنه و لکننا ننسی او نتناسی لان احساس الغرور هو احساس جمیل ویعطي الشعور بالفرح و الانتصار ، تصور ان عندک المال الکافي او اکثر من الکافي فاکید ستحصل علی ما ترید و ایضا من وقت لآخر ستتصدق من هذا المال للفقراء و سیشکرونک کثیرا و ستکون من
اصحاب ( حسنه الدنیا و الاخره ) و اکید ستشکر الله لان الشکر واجب و لیس من امتنان . واذا امتحنک الله في احد الاشیاء یعني خساره مالیه او مرض او مشکله صغیره تقول في نفسک لماذا اختارني الله لهذا الامتحان ؟ انا اتصدق و افعل کل شیئ یرضي الله اذن من این جاء هذا الامتحان ؟ اکید انا محسود او اصابني فلان بالعین ! لا حبیبي انت مغرور !

اذا اردت ان تعرف انک مغرور او لا ، اجلس في مکان هادئ و اغمض عینیک و فکر من انا ؟

ابدأ من الخارج للداخل واحذف کل شیئ حصلت علیه من الخارج و یمکن ان یزول .... مثلا : المال یمکن ان یزول بطرق مختلفه اذن احذفه والاولاد سیترکونني لاني لا املک المال ویذهبون حتی یحققون ذاتهم و اموالهم الخاصه اذن احذفهم ، العائله و السمعه یمکنها ان تزول ایضا اذا شخص عاطل خرج من هذه العائله ( اسامه بن لادن قضی علی سمعه اهله و عائلته لانه اتبع الدین بشکل غلط ) اذن لنحذف العائله ایضا و کذلک الشهاده التي حصلت علیها احذفها لانک حتی تحصل علیها اکید غشیت و کذبت او استخدمتها لاغراض شخصیه ، هکذا احذف اي شیئ خارجي .

وکذلک ادخل اکثر و احذف الاشیاء الداخلیه مثل :
الجمال لانه یمکن ان یزول بمرض او حادث و کذلک بالنسبه للجسم و العضلات ، و العلم و کل شیئ یمکن ان یزول .

هل تستطیع ان تفرح بما تبقی ؟ هذا هو الفرح و السعاده الداخلیه .... ولن یؤاخذک الله علیها و لن یقول ( ان الله لا یحب الفرحین) . حتی مساعده الاخرین و الدخول في وادي الروحانیات یجلب الانانیه ولکنها انانیه شفافه لا تحس بها ، تفخر بنفسک لانک ساعدت الفقراء ؟ اذا لم تکن انت فسیأتي شخص ثاني و یساعدهم انت کنت وسیله فقط .

تفخر لانک لا تکذب او لا تزني او لا تعصي الله ؟ و ما خلقنا الجن و الانس الا لیعبدون !! اذن ما تفعله هو تحقیق لمشیئت الله ولا تنسی ان ابلیس کان یعبد الله سبعمائه سنه و کان من المقربین و في لحظه اصبح من الملعونین ...

لماذا یمتحنني الله ؟ لا تسأل هذا السؤال لانه یأتي من الانانیه ... لا یمکنني ان اعترض علی شیئ لیس لي علم به اذن اقبله بسعه صدر و امتنان هذه الطریقه الوحیده التي یمکنني ان اخفف صعوبته ولا تنسی ان رحمته وسعت کل شیئ .

انا احس بالاستغناء من کل شیئ و اتمنی الموت !!! هذه ایضا من الانانیه راقب نفسک جیدا و اسأل هل لو کانت عندک کل مؤهلات السعاده ( السعاده تختلف من شخص لاخر و کذلک مؤهلاتها ) هل ستتمنی الموت ؟

کل یوم اسأل نفسک هل انا مستعد للموت الان ؟ کرر هذا السؤال مرات عدیده و في مواقف عدیده !!! في الفرح و في الحزن و ستری ان اتعس الناس لهم شیئ متمسکین به ....

اذا وصلت في یوم الی مرحله یکون الجواب فیها في کل مره و مع کل المؤهلات هو نعم انا مستعد للموت اذن انت تخطیت الغرور و الاناینه ...

f