دروس في الطریقه (الحال الثالث)  (قائمة المقالات)

 

الحال الثالث

ما هو الموت و لماذا نخاف منه ؟

لکل واحد منا تجربه عن الموت لانه موجود في کل مکان و فی کل زمان و مع کل هذه التجارب و الحروب و الانفجارات و المجازر لا نزال نخاف من الموت مع انه معنا في کل مکان و ننتظره فی کل زمان .

حین طُرد آدم من الجنه و هبط علی الارض عاش الامل ، امل الرجوع الی الجنه التي کان فیها و لکن عبر کل هذه الاجیال فقد الانسان هذا الامل و الرجوع الی الجنه المفقوده ، و لکن الامل لا یزال موجودا" .... اذا" تحول الامل الی احلام و امانی یبحث عنها الانسان في الارض و یحاول ان یحققها و هکذا صار یخاف من الموت لان الموت یقطع الطریق علی الاحلام والامانی و یحول دون الوصول لها .

اکید تدخل الطب والعلم وصار یحارب الموت و مع کل الادویه و التطعیم و العملیات لا یزال البشر یموت و کل یوم تظهر امراض جدیده و اقوی ...

هناک سبب ثانی للخوف من الموت و هو السبب الذی وصفته الادیان ... جهنم ... جهنم و الجحیم موجوده فی کل الادیان ، نار حامیه ... و علیها تسعه عشر ... لهم من فوقهم ظل من النار و من تحتهم ظل ...کل هذا لماذا ؟ " ذلک یخوف الله به عباده یا عباد فاتقون " الزمر 16

من هم العباد ؟ العبد هو الذي یتبع الرب ، هو الذي اذا احسن سیکرمه الرب من فضله واذا اخطأ سیعذبه و یجلده ، و لکننا لسنا عبید و لا عباد ... نحن عشاق الله و احباءه ... و الله هو الذي وسعت رحمته کل شیئ ... و کتب علی نفسه الرحمه ... اذن لا مجال للخوف .. کیف تستطیع ان تعشق الله و انت تخاف منه ؟

لا تستخف بنفسک و تقول کیف یمکنني ان اعشق الله و انا الخاطي و الزاني و المجرم و الکافر ؟
یقال انه حین عُرض یوسف في اسواق مصر للبیع اجتمع الناس حتی یضعون له سعرا فجاءت امرأه و قالت انا اشتریه مقابل هذا الدیک الذي املکه !!!! فقالوا هل جننتي ؟ العزیز یرید ان یشتریه و انت تشترینه بسعر هذا الدیک ؟ قالت عزیز مصر عنده الکثیر من المال و لکني لا املک الا هذا الدیک ... یعني حتی العزیز لم یدفع لیوسف حقه مع کل الاموال التي یمکلها ...اذا" کن خالصا و قدم کل ما عندک لا تفکر انه قلیل او کثیر بل فکر انه کل ما عندک ....

اکید هو بغنی عن کل هذا المال و الجاه و السلطه و الشهره و لن یطلب منک اي من هذه الاشیاء بل سیطلب منک شیئ واحد و هو ( انت ) اذا" اترک کل شیئ و قدم نفسک ثمنا لهذا العشق ...

( وما خلقت الجن و الانس الا لیعبدون )
هو بغنی عن العباد و العبید و لکنه کان یعلم اننا سنعبد اشیاء کثیره ، المال و السلطه و الاولاد و غیرها و مع کل التعلق بهذه الاشیاء وضع الموت حتی نترک کل هذا و نتبعه او بالاحری سنتبع القوانین التي وضعها و هو قانون الفطره الذي یهدینا الیه ... الیه فقط لا غیر ..

اذا" لا تدع الامل و الخوف یسیطر علیک و تنظر الی الموت و کأنه شیئ غیر مرغوب فیه ، الرغبه في الحیاة و الرغبه في الموت هي کفتین لمیزان واحد ....

العارفین وضعوا لبعض احکام تهذیب النفس اسماء تبدأ بالموت حتی تکون هذه الکلمه متداوله و لا ترتبط بالانتقال الی العالم الاخر فقط بل ستکون اشیاء نعمل بها مثلا :

الموت الاحمر : هو تطبیق احکام تهذیب النفس ( الطریقه )

الموت الابیض : هو العوده الی الاکل البسیط و ان لا تکون عبدا للاکل.

الموت الاخضر : هو العوده للحیاة البسیطه في اللبس و اثاث البیت و المظاهر .

الموت الاسود : هو تحمل جهل الاخرین و مهما کان جهلهم و اهانتهم لکن ستعفوا عنهم و ترحمهم .



f