دروس في الطریقه (الحال التاسع)  (قائمة المقالات)

 

في احد الایام اقترب ذوالنون المصری الی قریه وفرأته امرأه من علی السطح فصارت تضحک فسألها : لماذا تضحکین ؟ هکذا تستضیفون الغرباء ؟
فقالت : حین رأیتک من بعید و رأیت ثیابک تصورت انک صوفي ولکن من الطریقه التي کنت تمشی بها شکیت ان تکون صوفیا" و الان حین اقتربت اکثر و رأیت وجهک عرفت ان لا علاقه لک بالصوفیه .
فصرخ ذوالنون و رجع من حیث اتی ولم یرجع الی تلک القریه الا بعد عشرین سنه .

اعتاد الصوفیین ان یلبسون الصوف ولهذا لقُبوهم بالصوفیه لانهم کانوا یجوبون البلدان والصحراء بهذه الملابس وکانت الفکره هي ، الحراره الخارجیه لیس لها اهمیه حین تحس بالبروده الداخلیه ( ضعها انت بعلم الطاقه و ستفهم التوازن ) .

ذو النون المصری احد العارفین المشهورین والذي وصلت شهرته الی البلدان المجاوره ولکن هذه القصه حصلت و هو في اول الطریق ، یقال انه رجع الی الصحراء و بقي فیها عشرین سنه وحین عاد کان الفرق واضح وتعرف الناس علیه فسألوه : ماذا کنت تفعل في الصحراء ؟ قال : لم افعل شیئ فکرت فیه من قبل . کل شیئ کان یحصل من نفسه ....

ماذا ترید ان تقول لنا هذه القصه ؟ اذا تعلمت شیئ و خاصه اذا کان هذا الشیئ هو طریقه حیاة فیجب ان تعیشه ایضا ... اذا قرأت کل الکتب عن کرة القدم و تعلمت کل قوانینها فهل انت لاعب کرة قدم ؟ مستحیل الا اذا دخلت الملعب و طبقت کل ما تعلمته ؛ وهکذا بالنسبه للصوفیه ممکن ان تتعلم و تقرأ و تلبس لباس الصوفیه ولکن هل انت صوفي ؟

اذن الخطوه الاولی هي ان تعیش ما تعلمته و الخطوه الثانیه هي ان تکون صبورا في هذا الطریق ، تصور ذو النون رجع بعد عشرین سنه !!! فعرفه الناس من خطوته ومن نظرته .... لیس من ملابسه .

الشیئ الوحید الذي سیسألک الله عنه هو : کیف عشت هذه الحیاة التي منحتک ایاها ؟
لن یسألک لماذا لم تدرس؟ او لم تتعلم ؟ او لماذا لم تحقق بطوله في الریاضه ؟
الحیاة هي کامله و متکامله لا یمکننا ان نجزأها الی اجزاء و نعیش جزء واحد ، اذا کنت رجلا فانت :
ابن ( سیدنا اسماعیل )
زوج (الرسول (ص) )
اب ( سیدنا یعقوب )
اخ ( سیدنا هارون )
رجل اعمال ( سیدنا یوسف )
و هکذا اذا کنت امرأه فانت ابنه و زوجه و ام واخت و ممرضه و معلمه ....
لا یمکنني ان اعیش طول حیاتي و انا اقوم بدور الزوجه عمرها 18 سنه ، دائما جمیله وجذابه و دلوعه وهکذا بالنسبه للرجل لا یمکنه ان یعیش المراهقه طول حیاته ....

اذا تأملت الارض فستری انها کامله بکل شیئ سواء ان کان خیر او شر ...
و هکذا نحن ، کل لحظه هي لتکاملنا اذن لا تغفل عنها ....

f