جهاز الهضم  (قائمة المقالات)

 

الهضم

الجهاز الهضمي
يشغل الجهاز الهضمي موضعاً مركزياً في جسم الجنين خلال طور النمو وهو بالتالي يمتص الدهون والبروتينات من نوع ين من المغذيات التي يحتوي عليها دم الأم. يتخذ الجهاز الهضمي شكلاً غائراً ومتمدداً عند الولادة. وفي الواقع، ينشأ الجهاز الهضمي في شكل لولب متمدد ينطلق نحو الخارج من المنطقة الوسطى المعروفة بالهارا. وإن المنطقة الواقعة تحت السرّة على بعد ثلاثة أصابع تشكل مركزاً حيوياً من مراكز الجسم ومقراً رئيساً لتكوّن الكريات الحمراء.
يوازن الجهاز الهضمي الجهاز العصبي ويشغل هذا الأخير موضعاً خارجياً أي بعيداً عن المركز، وبالتالي هو يمتص في فترة الحمل المغذيات من نوع يانغ كالمعادن والبروتينات. يكون هذا الجهاز قصيراً وصلباً ومتضاماً عند الولادة. وفي حين يعالج الجهاز الهضمي أطعمة من نوع اليانغ تتجسد في هيئة الطعام المادي، يعالج الجهاز العصبي أطعمة من نوع ين تتخذ شكل موجات أو ذبذبات. ونجد بين هذين الجهازين، الجهاز الدموي الذي يشتمل على كل من الجهاز اللمفاوي والجهاز الإفرازي. ويمكننا القول أن الجهاز الدموي يشكل التوازن بين ين ويانغ. أما الجهاز التنفسي، فيمكن اعتباره جزءاً من الجهاز الهضمي. فهو صلب ومتماسك، يجذب الأكسجين ين ويبعث ثاني أكسيد الكربون يانغ. وبالتالي فإن الجهازين يكملان بعضهما البعض من حيث البنية والوظيفة. فبنية الجهاز الهضمي ين وهو يعالج أطعمة اليانغ، بينما بنية الجهاز التنفسي يانغ وبالتالي هو يعالج الين في هيئة غازات.

فيزيولوجيا الهضم
يدخل الطعام إلى الجسم عبر الفم ويتحرّك في اتجاه حلزوني ونحو الأعلى والأسفل أثناء عملية المضغ. ويكون الأُس الهدروجيني الطبيعي للعاب 7.2 أي أنه يكون قلوياً إلى حد ما قبل نزوله عبر المريء.
وفي المعدة تفرز الغدد المعدية (وعددها يتراوح بين 30و40 مليون غدة) العصارات المعدية. ونميز بين نوعين رئيسين من العصارات الهضمية هما:
ا- الببسين pepsin الذي تفرزه الغدد المعدية المستديرة يانغ.
2- حمض الهدروكلوريك الذي تفرزه خلايا مثلثة الشكل من نوع ين تقع في الجزء الأعلى من المعدة. وفي العادة، يتراوح الأس الهدروجيني الطبيعي للعصارة المعدية بين 0.9 و1.5 مما يعني أنه حمضي. أما تأثير الإفرازات الهضمية، فيتعاقب بين قلوي وحمضي وفقاً للنموذج التالي:
الفم:قِلوي
المعدة: حمضي
البنكرياس والمعى الإثنا عشر (العفج): قلوي
المعي الدقيق: حمضي.
يمتص الزغب الموجود في المعي الدقيق والمعي الإثني عشر جزيئات الطعام المفككة. وفي الواقع، يتمتع الزغب الكبير الحجم الموجود في المعي الإثني عشر بقدرة أكبر على امتصاص المواد القلوية، في حين يعد الزغب الصغير الحجم الواقع في الجزء العلوي من المعي الدقيق أكثر ملاءمة لامتصاص المواد الهضمية.
ولدى استهلاكنا لمادة من نوع ين قوي، كالأسبرين أو الكحول أو السكر المكرر، تبدأ عملية الامتصاص مباشرة في الفم نظراً لطبيعة اللعاب القلوية. أما منتجات الخبز أو الطحين المصنع، فيتم امتصاصها في المعدة، بينما لا يتم امتصاص الحبوب الكاملة وبخاصة المطبوخة مع الملح إلا عند بلوغها الزغب. وفي حين يتحوّل الطعام الذي يمتصه الزغب إلى كريات من الدم بشكل سهل ومن أفضل نوع يدخل الطعام الذي يمتصه الجسم قبل بلوغه الزغب إلى سوائل الجسم في وقت مبكّر ليشكل بالتالي نوعاً خفيفاً من الدم واللمف.
ومن هنا، وللحفاظ على صحة جيدة، من الضروري أن يرتكز غذاؤنا بشكل رئيسي على الأطعمة التي يتم امتصاصها من خلال زغب الأمعاء كالحنطة المطبوخة. وعندما تدخل الأطعمة القلوية إلى المعدة، يتحقق التوازن بفعل إفراز حموض من نوع الين.
وينتقل الطعام الحمضي إلى العفج حيث يمتزج بعصارات قلوية قبل انتقاله إلى المعي الدقيق الذي يفرز المادة الحمضية. وإن العامل الأكثر أهمية في عملية الهضم السليمة يتجسد بجعل الطعام قلوياً على نحو ملائم قبل وصوله إلى المعدة. وهذا يتم في
المقام الأول من خلال المضغ جيداً، لأن عدم المضغ يعيق إفراز العصارات الهضمية في المعدة والمعي الإثني عشر (العفج) والمعي الدقيق.
أما الكربوهدرات، فتتحلل في الفم بفعل اللعاب. وتتواصل عملية هضم الكربوهدرات في المعدة علماً بأن الأحماض التي تفرز في المعدة تعمل أساساً على هضم البروتينات. ويتم هضم الدهون بشكل رئيسي في المعي الإثني عشر، بينما تشهد الأمعاء عملية تفكيك نهائية للمواد الغذائية كلها. وتكتمل هذه العملية بفعل متعضيات مجهرية معوية تصنف في مجموعتين:
ا- مجموعة ين من البكتيريا تستخدم لتفكيك المواد الغذائية إلى مركباتها الأساسية. فهي تعمل على سبيل المثال على تفكيك البروتينات إلى أحماض أمينية.
2- مجموعة يانغ من البكتيريا تصنع المركبات الكيميائية كالأنزيمات والفيتامينات.
وإن الأطعمة النباتية لا تتعفن بسهولة، وهي بالتالي لا تعيق وظيفة البكتيريا المعدية المفيدة للجسم.
أما البروتينات الحيوانية فتبدأ بالتحلل مباشرة بعد قتل الحيوان. وبالرغم من محاولة التعويض عن هذه العملية بتجليد الأطعمة أو إضافة مواد حافظة إليها، إلا أنها تتتابع بمجرد تناول البروتين الحيواني وبلوغه الأمعاء. ومن الممكن معالجة تحلل البروتين الحيواني إن تم تناوله من حين إلى آخر وبكميات ضئيلة، أو إن تم تناوله مع كثير من الخضار. ولكن تناوله بشكل منتظم أو بكميات طائلة يجعل البكتيريا الناتجة عن تحلله تبقى في الأمعاء وتعطل وظيفة المتعضيات المجهرية المفيدة للجسم.
والطب الشرقي يعتمد معالجة القلب والمعي الدقيق أو الرئتين والمعي الغليظ باعتبارهما زوجين مترابطين، وبالتالي، فإن وجود مشكلة في أحدهما يدل على خلل في وظيفة الآخر. وفي الواقع، إن انتظام عمل الأمعاء يشكل أهمية حيوية لصحة الجسم ككل، وبالتالي إن أي خلل في وظيفة الأمعاء يؤثر سلباً على وظائف القلب والرئتين وأعضاء الجسم الرئيسية الأخرى. أضف إلى ذلك أن الأمعاء ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالدماغ. فالأخاديد التي يشتمل عليها الدماغ تتناسب من حيث العدد والعمق مع تعاريج الأمعاء، وهي مكونة من نوع النسيج نفسه.
وإن حالة الدماغ يجب أن تكون يانغ، مثلها مثل الأمعاء. فعندما تتمدد خلايا الدماغ، يسبب تمددها تشوشاً في التفكير أو نوعاُ من الفصام الشخصي. وبالطريقة نفسها، عندما تنتفخ الأمعاء، يضعف نشاط الدّماغ مما يؤدي في معظم الأحيان إلى الحيرة وفقدان الذاكرة.
وتنعكس حالة الزغب المعوي في الشعر. فعلى سبيل المثال، عند حدوث خلل في وظيفة الزغب نتيجة انتفاخ الأمعاء أو تمددها، يبدأ الشعر بالتساقط. والسبب في الحالتين هو الإفراط في تناول أطمعة من نوع الين.

الديدان

سنتناول في دراستنا ثلاثة أنواع رئيسية من الديدان هي:
"أ" الديدان الشريطية:
تدخل هذه الديدان إلى الجسم عندما نأكل أسماكاً أو لحوماً فاسدة تحتوي على مثل هذه الديدان الشائعة بشكل خاص في لحم العجل والخنزير. وغالباً ما تتكاثر الديدان الشريطية في اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيداً أو في بعض الأطعمة الفاسدة كالمحار. فعند قطع اللحم أو السمك إلى شرائح سميكة لا تتسرب الحرارة عند الطبخ إلى جزئها الأوسط، وبالتالي تبقى الديدان حية لدى الأكل.

"ب" الديدان الخيطية:
1- دودة الأنسيلوستوما: هذا النوع من الديدان يدخل الجسم عبر الجلد أو القدمين فينتقل مع الدم إلى الرئتين ومنهما إلى القصبة الهوائية من جراء التنفس، لينتهي في القناة الهضمية.
2- الدودة الدبوسية: نجد الديدان الدبوسية عادة في المعي الغليظ، ويتخلص منها الجسم عبر الشرج، وهي غالباً ما تتجمع فوق ملاءةٍ كان الطفل يرقد عليها.

"ج" الديدان السوطية:
تعيش الديدان السوطية في المعي الغليظ وغالباً ما تنتقل بيوضها إلى الإنسان من جراء تناوله خضراً نيئة. وهي تكثر بشكل رئيسي في الخضر العضوية.
أما عوارض وجود الديدان في الجسم فنوجزها في ما يلي:
• التعب العام، الكسل.
• شعور دائم بالجوع وهو شعور يصعب التخلص منه حتى مع تناول كمية كبيرة من الطعام.
• حالة دورية من فقر الدم.
• شعور عرضي بالغثيان يرافقه ألم شبيه بالتشنج في المعي الإثني عشر يظهر بعد مرور بضع ساعات على تناول الوجبة الأخيرة.
• تهيّج مفرط يترافق في معظم الأحيان مع حالة هستيرية وصراخ ونوبة من الغضب. وغالباً ما يظهر هذا العارض لدى الأطفال الذين يعانون من مشكلة الديدان.
• قضم الأظافر.
• إصفرار ثلمة في وسط ظفر الإبهام، أو تصلب في حالة الظفر عموماً.
• إصفرار بياض العين في الجهة الأقرب إلى الأنف.
• غائط متكسر.
ولمعالجة الديدان، من الضروري البدء بإتباع نظام التغذية بالماكروبيوتك مع الامتناع عن الأطعمة غير المطبوخة. وينبغي طهو الطعام مع قليل من الملح لجعله قلوياً بحيث لا يمكن للديدان أن تعيش فيه. وننصح بتناول الأطعمة التالية ضمن غذاء الماكروبيوتك للقضاء على الديدان:
1- الأرز الأسمر غير المطبوخ. 2- البذور (بذور اليقطين والقرع والبطيخ). 3- معكرونة الحنطة السوداء، ويمكن تناولها يومياً. 4- الأرز الأسمر الحلو.
فإن شككت بوجود ديدان في جسمك، كل مقدار حفنة من الأرز الأسمر غير المطبوخ وقليلاً من البذور عندما تشعر بالجوع امضغ اللقمة جيداً. ويمكنك أيضاً أن تشرب شاي الشويلاء، أو حبق الراعي (mugwort) أو الشاي المغلي من العشبة البحرية كورسيكا (Corsican tea) عند الشعور بالجوع. ولمعالجة الديدان، يمكنك أن تمتنع عن تناول طعام الفطور لبضعة أيام، وتتناول على الغذاء حفنة من الرز النيئ وقليل من البذور غير المطبوخة كبذور اليقطين أو دوار الشمس وبعض الخضر غير المطبوخة كالثوم أو البصل. تناول وجبة عشاء عادية وستلاحظ بعد بضعة أيام أن الديدان قد تسممت وبدأت تغادر.
إن بدأ الطفل يشعر بالحكاك أو يشخر بسبب الديدان الدبوسية، أمزج زيت السمسم مع بعض الزنجبيل الطازج مناصفة وضع المزج على منطقة الحك بواسطة قطعة من القطن، ثم غط الموضع بمنشفة دافئة. وإن عانى طفل الماكروبيوتك من الديدان، فهذا دليل على الإفراط في إعطائه أطعمة زيتية أو دهنية.

أمراض المعدة

"أ" قرحة المعدة:
النوعان الرئيسان من القرحة هما قرحة المعدة وقرحة المعى الاثني عشر. ففي عملية الهضم، تفرز المعدة حمض الهدروكلوريك القوي، فتنتج القرحة عن الفائض في هذه الإفرازات.
أما الخضر القلوية فتجعل الجزء السفلي من المعدة يفرز الببسين ما يساعد على الحفاظ على التوازن في المعدة. ولكن الأغذية الشديدة القلوية كالسكر المكرر تحفز إفراز الأحماض القوية في الجزء العلوي من المعدة، وإن حدث هذا الأمر باستمرار يتهيج جدار المعدة.
من ناحية أخرى، تجبر الأطعمة المنتجة للحمض كاللحوم والبيض المعي الاثني عشر على تسريع إفرازه للعصارات الهضمية القلوية. وبالتالي، فإن الفائض في هذه الإفرازات قد يؤدي إلى قرحة في المعي الاثني عشر. وبصورة عامة، تنتج القرحة في المعي الاثني عشر عن الإفراط في تناول أطعمة الين.
و ينصح في غالب الأحيان بالصيام لمعالجة القرحة، إلا أنه غير ضروري، نشير إلى أهمية أن يقوم الشخص الذي يعاني من أية مشكلة هضمية، وضمناً القرحة، بمضغ الطعام 200 مرة أو أكثر. ولا بد للشخص الذي يعاني من قرحة المعدة من البدء في اتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي، وبالتالي ينبغي أن يكون طعامه من الحبوب الكاملة والخضر المطبوخة بنسبة 80% على أن تحتوي النسبة المتبقية أي 20% على أطعمة إضافية أخرى. وننصح بتناول الخضر ذات الجذور بشكل دائم. أما في ما يتعلق بقرحة المعي الاثني عشر، فإن نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي يشكل الركن الأساسي في معالجتها. وإنما من الضروري في هذه الحالة، تناول نسبة عالية من النباتات الخضراء الورقية أو الخضار والمطبوخة قليلاً مع كمية ضئيلة من الملح والتوابل.
أضف إلى ذلك أنه يمكن معالجة قرحة المعدة بواسطة كمادات ساخنة ككمادات الزنجبيل أو أكياس الملح الساخن. أما لمعالجة قرحة المعي الاثني عشر، فنستخدم كمادات باردة كلصوق (لبخات) التوفو أو اليخضور.

"ب" تشنجات المعدة وانتفاخها:
تنجم تشنجات المعدة عن الإفراط في تناول أطعمة الين كالصودا والمشروبات الباردة والمثلجات والحلويات، وهي تجعل الأنسجة تتمدد وتسبب ضغطاً عصبياً. وتشبه تشنجات المعدة التشنجات التي تصيب الساقين أو أي جزء آخر من الجسم. وبالإضافة إلى اتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي، تناول حفنة من الجوماشيو واشرب كمية قليلة من عصير الأمبوشي أو شاي البانشا مع بضعة قطرات من التماري. يمكن أيضاً وضع كمادات ساخنة من الزنجبيل أو أكياس الملح المحمص على موضع التشنج. أما انتفاخ المعدة، فينجم عن الأطعمة القابلة للتمدد وفي هذه الحالة، ننصح باتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي مع التركيز على الخضر ذات الجذور كالجزر.

أمراض الكبد والحويصلة الصفراوية

غالباً ما تنجم أمراض الكبد عن انتفاخه وفقدان القدرة على العمل. ويمكنك تشخيص هذه الحالة بوضع إصبعك تحت القفص الصدري من الجانب الأيمن. فإن شعرت بألم في هذا الموضع، أو عجزت عن وضع أصابعك تحت الأضلاع، يكون كبدك متورماً.
والكبد يشكل عضواً بالغ الأهمية حتى أن الشرق كان يربط بينه وبين الانفعالات فيعتبر الغضب وليد آلام الكبد. وتنعكس أمراض الكبد في الوجه، في المنطقة الواقعة فوق الأنف وبين الحاجبين.
إن ظهور خط عمودي أو أكثر في هذه المنطقة يدل على وجود مشكلة في الكبد. وفي حال كانت الخطوط عميقة ناجمة عن التقلص، يكون سبب المشكلة الإفراط في تناول الملح والطعام الحيواني. أما إن كان الجلد حول الخطوط متورماً بفعل التضخم، فيكون سبب المشكلة الإفراط في تناول أطعمة من نوع الين.
ولمعالجة أمراض الكبد العامة التي تنتج في غالب الأحيان عن الأكل المفرط، يمكن للشخص المصاب أن يصوم لبضعة أيام أو أن يأكل كميات قليلة جداً من الطعام. أضف إلى ذلك أن مضغ الطعام (حوالي 200 مرة للقمة الواحدة) هام جداً في هذه الحالة. ومن الضروري أيضاً تجنب المنتجات الحيوانية كافة إلى حين زوال المشكلة. وبعد فترة قصيرة من الصيام أو شبه الصيام، يتوجب على الشخص الذي يعاني من مشاكل في الكبد أن يتناول حساء الأرز الكامل والخضر الورقية. وإن رغب في إضافة بعض الميزو إلى طعامه، ينبغي أن تكون الكمية قليلة جداً. وبعد مرور بضعة أيام، يمكنه أن يبدأ بإضافة أنواع أخرى من الأطعمة الموصى بها في نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي شرط الابتعاد كلياً عن المنتجات الحيوانية حتى زوال المشكلة. وقد تدعو الحاجة إلى استخدام كمادات خارجية في حال شعر الشخص المصاب بآلام حادة. في هذه الحالة، توضع على موضع الألم كمادة زنجبيل ساخنة ثم لصوق (لبخة) القلقاس. وفي بعض الحالات، يرافق مشكلة الكبد انتفاخ في البطن ناجم عن احتباس السوائل. وفي مثل هذه الحالات. توضع كمادة الزنجبيل الساخنة ثم لصوق الحنطة السوداء على الموضع المنتفخ. وإن أصيب الشخص الذي يعاني من مر
ض كبدي بالحمى، يمكن وضع لصوق (لبخة) التوفو أو اليخضور على جبينه، ويمكن إعطاؤه كمية قليلة من الجوماشيو أو الأعشاب البحرية المطبوخة في حال شعوره بالغثيان.

"أ" اليرقان:
في العادة، تتدفق الصفراء التي يفرزها الكبد نحو الحويصلة الصفراوية أو نحو المعي الإثني عشر حيث تساعد في عملية الهضم. ولكن عند انسداد الأقنية التي تتدفق عبرها الصفراء يمتصها الدم. وتؤدي هذه الحالة المعروفة باليرقان إلى اصفرار الوجه وتغير لون الجلد نتيجة تراكم خضاب الصفراء في الجلد والأغشية المخاطية. وفي بعض الحالات، يصبح لون البول بنياً داكناً. أما السبب الرئيسي لانسداد أقنية الصفراء، فيتمثل بالأطعمة التي تنتج الدهون والمادة المخاطية. وبالتالي، يتوجب على الشخص المصاب باليرقان تجنب مثل هذه الأطعمة كالبيض واللحم ومشتقات الحليب والسكر والزيوت والدهون، كما يتوجب عليه اتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي. وكما هي الحال لدى الإصابة باضطرابات الكبد، ينبغي أن يأكل الشخص المصاب باليرقان أطعمة نباتية فقط إلى أن يزول المرض. وقد يفيده في بعض الحالات الصيام من ثلاثة إلى خمسة أيام. وننصح لدى الإصابة باليرقان بتناول الفجل أو الدايكون يومياً لتذويب التراكمات، كما نوصي بشرب شاي الشويلاء (mugwort tea) إلى أن تتحسن حالة المريض.
أضف إلى ما تقدم أن كمادات الزنجبيل الساخنة تسرّع عملية تذويب التراكمات الدهنية والمخاطية، ويمكن أن توضع يومياً على منطقة الكبد والحويصلة الصفراوية حتى تتحسن حالة المريض. وإن شعر المريض بالحكاك، تبلل منشفة بالماء المستخدم كمادات للزنجبيل ويمسح بها الموضع المصاب. ومن الضروري أن تكون المياه ساخنة لتحقق النتيجة المطلوبة. أما إن أصيب طفل رضيع باليرقان، فعندها يتوجب على الأم أن تتبع التوصيات المشار إليها أعلاه لتنتقل في ما بعد، لدى زوال اليرقان، إلى نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي.

"ب" الحصاة الصفراوية:
إن عملية تكوّن الحصاة الصفراوية تشبه عملية تكوّن الحصاة في الكلية. وتتكوّن الحصاة الصفراوية:
1- عندما تحتوي الصفراء وسوائل الجسم الأخرى على كمية هائلة من المخاط اللزج والحمض الدهني.
2- عندما تجعل أطعمة الين هذه المواد تتبلور وتتحول إلى حصى.
ولمعالجة هذه المشكلة ينبغي:
1- التوقف عن تناول الأطعمة التي تساهم في تكوين المخاط والدهون.
2- وتسريع تذويب الحصى أو التخلص منها.
ومن خلال نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي، ينبغي انتقاء أطعمة من نوع اليانغ وتناول الكثير من الخضر كالأرقطيون والقرع واليقطين. ويمكن أيضاً استخدام كمادات الزنجبيل الساخنة لأنها تساعد على تذويب الحصى حتى جعلها بحجم يسمح لها بالمرور عبر الأقنية.
ولتوسيع القناة التي ستمر عبرها الحصى، ننصح بشرب عدة أكواب من شاي البانشا الساخن.

الأمراض المعوية

للتخلص من مشاكل الأمعاء المزمنة،عليك أن تبدأ باتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي باعتباره يساعد الأمعاء على استعادة مرونتها وقدرتها على أداء وظيفتها. وبالتالي، يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات معوية مزمنة، الحد من تناول الخبز ومنتجات الطحين وزبدة الفستق وغيرها من الأطعمة الزيتية أو الدهنية وعصير الفاكهة وما إلى ذلك من أطعمة الين المتطرفة. كما يتوجب عليهم تناول الحساء يومياً، على أن يحتوي الحساء على أطعمة كالميزو والتماوي لأنهما يشتملان على بكتيريا حية مفيدة للهضم واستيعاب الطعام. أضف إلى ذلك أن بعض الأطعمة المتخمرة كالمخللات والأمبوشي تساعد على تقوية الأمعاء. ولا ننسى أن مضغ الطعام جيداً شرط أساسي لمعالجة أي من أمراض المعدة.
"أ" التهاب الزائدة:
الزائدة عضو يانغ نسبياً، باعتبارها تقع في الجزء السفلي من الجسم. وفي الواقع، غالباً ما تضطرب الأعضاء يانغ بفعل الإفراط في تناول أطعمة من نوع اليانغ. والتهاب الزائدة ينجم عن الإفراط في أكل اللحوم وبخاصة اللحوم المشوية والبيض والدجاج والسمك وما إلى ذلك. ومن المثير للغرابة أن التهاب الزائدة يحدث في معظم الأحيان بعد حفل شواء في الخارج، إثر شرب الكحول والأكل المفرط. ويعالج الطب الحديث هذه المشكلة باستئصال الزائدة. ولكن هذا الحل يؤدي إلى فقدان الحيوية وضعف في الساقين. وكثيراً ما يواجه الشخص الذي تم استئصال زائدته صعوبات في الجري أو المشي لفترة طويلة.
أما العلاج الذي يوصي به نظام الماكروبيوتك، فبسيط للغاية. واستناداً إلى هذا النظام، يتوجب على الشخص الذي يعاني من التهاب الزائدة إما أن يصوم لبضعة أيام وإما أن يتبع التوصيات التي أشرنا إليها في ما يتعلق بأمراض الكبد. كما ويمكنه أيضاً الأخذ بالنصائح التالية التي تساعده على التخلص من الالتهاب:

1- بما أن التهاب الزائدة ينتج عن الإفراط في تناول أطعمة اليانغ وبخاصة الأطعمة الحيوانية، يمكن استخدام لصوق باردة كلصوق (لبخات) التوفو أو اليخضور لموازنة اليانغ، شرط أن تكون كثافة مزج اليخضور أو التوفو حوالي 1.25 سم بحيث يحتك مباشرة بالجلد. وما إن يسخن اللصوق على الجلد، يتم استبداله بلصوق آخر بارد. 2. لا ينصح باستخدام كمادة الزنجبيل لأن الحرارة التي تولدها قد تؤدي إلى بعض المضاعفات في حالة الزائدة.
3. إن كان الشخص المصاب بالتهاب الزائدة يعاني من الحمى، ضع لصوق (لبخة) التوفو على جبينه وبدّل اللصوق كل ساعة ونصف. ويمكن أيضاً وضع اللصوق على البطن حول الزائدة.
أما استئصال الزائدة، فينبغي أن يكون الحل الأخير، لأن الزائدة تقوم بدور هام في الحفاظ على التوازن في المنطقة المعوية بأكملها.
"ب" التهاب الأمعاء:
غالباً ما يترافق التهاب الأمعاء مع بعض العوارض كالإسهال والإمساك والمغص والحمّى. وهو قد يكون إما مزمناً وإما حاداً، وينتج في الحالتين كلتيهما عن الإفراط في تناول أطعمة الين أو اليانغ.
عندما يكون التهاب الأمعاء حاداً، يشعر الشخص المصاب بألم قد يصحبه إسهال أو حمّى. وإن كانت هذه الحالة ناجمة عن الإفراط في تناول أطعمة من نوع الين، يمكن استخدام كمادات الزنجبيل الساخنة أو أكياس الملح المحمص، مع التوقف طبعاً عن استهلاك أطعمة الين والالتزام بنظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي. من ناحية أخرى، إن كان التهاب الأمعاء ناجماً عن الإفراط في تناول أطعمة من نوع اليانغ، يمكن استخدام لصوق (لبخة) القلقاس أو أي لصوق بارد، مع الإمتناع عن تناول كافة الأطعمة الحيوانية.
أما التهاب الأمعاء المزمن فينمو ببطء وينتج عن الإفراط في تناول أطعمة الين أو اليانغ بشكل متكرر. وكثير من الأشخاص يعانون من هذا الالتهاب المزمن، حتى إن الأشخاص المصابين بالتهاب الأمعاء في الولايات المتحدة يشكلون 75% من مجمل عدد السكان. ويتمثل العارض الأكثر شيوعاً لهذه الحالة بعدم انتظام الغائط، حيث يعاني الأشخاص المصابون تارة من الإمساك وطوراً من الإسهال. ويمكن تشخيص هذه الحالة من خلال الوجه، باعتبارها تنعكس في شفة سفلى منتفخة.

1- الزحار: قد ينتج الزحار عن الأميبة أو الديدان أو البكتيريا أو السموم الكيميائية التي تهيج الأمعاء. ومثل هذا الاعتلال غالباً ما يحدث أثناء الذهاب في رحلة إلى منطقة لا يكون الطعام أو الماء فيها نظيفاً. ونذكر من العوارض المميزة للزحار الإسهال والتشنجات والمغص، وفي بعض الأحيان احتواء البراز على المخاط أو الدم. ويعتبر الزحار داءً مزمناً قد يطول لمدة أشهر. وإن الطعام الأمثل في نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجى لمعالجة هذه الحالة يتمثل بالأمبيوشي أو العصير المستخرج منه. فإن كنت تنوي السفر إلى مكان كالهند أو جنوب أميركا أو أفريقيا، احمل معك كمية كبيرة من ثمار الأمبوشي (الخوخ الحلو المخلل) لتتناول منها حبة أو اثنتين كل صباح مع بعض من شاي البانشا. فالأمبوشي فعّال لإبطال تأثير البكتيريا الضارة ويحول دون الإصابة بالزحار والهيضة (الكوليرا). ولكن إن حدث وأصبت بالزحار، أضف عصير الأمبومشي إلى شاي البانشا واشرب من هذا المزيج مرة كل ساعتين. وإن لم تتوفر ثمار الأمبوشي أضف الملح إلى الأرز المطبوخ أو أي من الحبوب الكاملة وامضغ هذه الوجبة جيداً. تجنب تناول جميع أنواع السلطات والفواكه والأطعمة غير المطبوخة إلى أن تتحسن حالتك، وق
لل من تناولك السوائل. وفي حال كنت لا تزال مسافراً، اغلِ المياه قبل استعمالها للشرب أو الطبخ.وعندما تتحسن حالتك، عد لاتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي.
2- الهيضة (الكوليرا): نذكر من عوارض الهيضة الحمّى الشديدة والإسهال التقيؤ، وفي بعض الحالات العجز عن المشي. ولمعالجة الهيضة، يتوجب على الشخص المصاب اتباع النصائح الغذائية نفسها الموصى بها في ما يتعلق لمعالجة الزّحار. ويمكن وضع لصوق (لبخة) التوفو أو اليحضور على الجبين لإزالة الحمّى، كما يمكن وضع كيس من الملح المحمص على البطن لتقوية الأمعاء. وإن كان الشخص المصاب بالهيضة يشعر بالغثيان أو يتقيأ بصورة متكررة، يقدم له عصير الأمبوشي مع الزنجبيل المبشور. كما أن حماماً ساخناً للوركين يفيد في حالة تشنج الساقين. وينبغي أن تضاف إلى مياه الحمام الساخنة أوراق فجل الدايكون أو اللفت أو غيرها من الأوراق الخضراء وبذور الخردل. أما إن لم تتوفر الأوراق والبذور، فيمكن استبدالها بالملح. في الواقع، الحمام الساخن يعزز جريان الدم في الجزء السفلي من الجسم. وفي حال تعذر القيام بحمام ساخن، ننصح بوضع كمادة زنجبيل أو لصوق الخردل أو كمادة مياه ساخنة على البطن أو على موضع الألم.
3- زحار الأطفال: يمكن الوقاية من زحار الأطفال بتجنب الخوخ والتفاح والموز وغيرها من ثمار الأشجار. ولكن الفراولة وغيرها من فواكه اليانغ التي تنمو في الأرض لا تسبب مثل هذه الحالة الناجمة عن الإفراط في تناول فواكه من نوع الين. ويتوجب على الأطفال المصابين بالزحار تجنب الخضر النيئة والفواكه حتى زوال الحالة المرضية، والاستعاضة عنها بالنصائح الغذائية الموصى بها أعلاه. ومرة أخرى، يمكن وضع لصوق (لبخة) التوفو أو اليخضور على الرأس لإزالة الحمى. ولأن الحمام الساخن لا يلائم الأطفال يستعاض عنه بوضع مناشف ساخنة على مواضع الألم. وبعد تحسن حالة الطفل المصاب، تعيد الأم طفلها إلى نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي. وفي حالة المعالجة بعصير الأمبوشي أو الملح، ينبغي تقليل كمية الملح لأن الحاجة للملح لدى الأطفال أقل منها لدى الراشدين.
"ج" التهاب القولون:
هو في الواقع التهاب يصيب المعي الغليظ ويترافق مع إفرازات مخاطية كثيرة. ولمعالجة التهاب القولون، ينبغي البدء باتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي ووضع الكمّادات الساخنة على منطقة الأمعاء. ويمكن أيضاً الإفادة من مزيج التماري والبانشا الساخن. وغالباً ما ينتج التهاب القولون عن الإفراط في تناول أطعمة الين أو اليانغ المتطرفة مما يؤدي إلى تكون دم حمضي في الجسم.
"د" الفتق:
يحدث الفتق عندما ترتخي المعدة أو الأمعاء أو تتمدد. وغالباً ما يعمد الأطباء إلى إجراء عملية جراحية لمعالجة الفتق. إلا أن هذه العملية لا تزيل سبب الفتق أو تعالج تمدد الأعضاء والأنسجة. فما تستدعيه معالجة هذه الحالة هو النظام الغذائي السليم. وفي الواقع، يمكن معالجة الفتق خلال مدة تتراوح بين أربعة وستة شهور من خلال نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي، مع الالتزام بالتوصيات التالية :
1. يتوجب على الشخص الذي يعاني من الفتق أن يأكل قرة العين (بقلة مائية) والكرنب والكرّات والملفوف والدايكون وأوراق الجزر (أو أي خضار ورقية ذات ألياف كثيرة) ليقوّي عضلات جدار الأمعاء.
2. ويتوجب عليه أيضاً أن يتناول كل يوم طبقاً من العشبة البحرية هيجاكي hijiki كونها تحتوي على كثير من المعادن.
3. الملح ضروري لتقلص أنسجة المعدة أو الأمعاء. وهنا ننصح باستخدام ملح البحر غير المكرر في الطعام وزيت نباتي ذي جودة عالية، كبس على البارد.
4. يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد العودة إلى الوزن الطبيعي.
5. من الضروري تجنّب الأطعمة ين كالمثلجات والفاكهة والسكّر وما إلى ذلك، فإن نصف برتقالة قد يجعل أنسجة الأمعاء ترتخي وتتمدد. 6. ينبغي تجنّب الحمامات الساخنة الطويلة لأنها تمتص المعادن من الجسم. 7. في حال بروز نسيج الأمعاء، ننصح بوضع منشفة مشبعة بالبخار الساخن على الأست (باب الشرج) ثم وضع بعض من زيت السمسم ودفع النسيج إلى الخلف بواسطة الإصبع.
8. ننصح بلبس نوع خاص من المشد وبممارسة العديد من التمارين الرياضية. ونوصي الأشخاص الذين يعانون من الفتق بالعودة إلى نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي بعد تحسّن حالتهم للحؤول دون عودة هذه الحالة المرضية.
"ه" البواسير:
يصاب المرء بالبواسير لسببين رئيسين:
1. الإفراط في تناول أطعمة الين التي تتسبب بتمدد الأوعية الشعرية الدموية في المستقيم.
2. الإفراط في تناول بعض الأطعمة يانغ، كالبيض واللحم والسمك، التي تجعل الأنسجة تتقلّص وتنزف. وللتخلّص من البواسير ين، نوصي بإتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي مع تجنّب الفواكه والسلطة والسوائل وغيرها من الأطعمة المسببة للتمدد. أما في حالة البواسير يانغ، فنوصي بتجنب كافة المنتجات الحيوانية مع التقليل من كمية الملح إلى الحد الأدنى. وفي الحالتين، لا بد من عودة المريض إلى نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي بعد تحسن حالته.

f